الجمعة، فبراير 20، 2009

لها مع باقة حبّ



دوماً تقف ذاكرتنا المرة كحجرة عثرةٍ في طريقنا,تلجم أفواه أحاسيسنا عن تذوق الحياة..!
تذوقها بحبٍ صادقٍ لمن جمعتنا معهم سلسلة أحداث مليئة بنا منذ الطفولة..!
في تلك المرحلة...اللاواعية بمستقبلٍ هانحن نعيشه الآن,قالت "حتماً سأموت."قالتها عابرة وهي تمرر قلبها ذي الأنامل الطويلة على رأسي الصغير,أجهشتُ حينها في البكاء قائلة "..أخبريني كيف ستكون الحياة بدونكِ..؟!
"لم أكن أستمع لها وهي تكمل حديثها ضاحكة على دموعي المتسربة بغزارةٍ طاغيةٍ,فقد كنت أعيش اللحظة التي سأفقدها بها.!كانت ترفع رأسي قائلة "..وماذا يعني إذا مت.؟!",لأزداد نحيباً –كأنها تملك أمر حياتها أو موتها..!-قالت "خلاااااص لن أموت..",لأفيق من نوبةِ بكاءٍ عنيفٍ,ومسحتُ آثار الفقد قائلة "لا تتفوهي بمثل هذا الكلام ثانية.!"
كنا ثنائي لست أدري ما السر الذي جمع بيننا..!أهو الألم الكامن الدفين يشد ذواتنا نحو بعضها البعض..؟!
أم هي استفهاماتٍ تستفزنا كثيراً ثم نتحلق حولها كوجبةِ عشاءٍ فاخرةٍ نتناولها ككلِ يومٍ أملاً في حلمٍ يوازي خيبتنا أو دهشتنا..!
نضحك كثيراً...كثيراً في حضرة الجميع,ثم نجلس ونبث على ذاك الدفتر القديم تساؤلاتنا..أفراحنا...أحزاننا..!
ونهمس لبعضينا "..أحببنا الحياة فقط لأننا سوياً.."الحياة التي كنا نعيشها ذات مذاقٍ مختلفٍ للحد الذي قد يبعث العجب أو الضحك حتى..!
حتى الكتاب إحدانا تقرأ والأخرى تسمع يتوسطنا فنجان شايٍ أو قهوةٍ تجعل للكتاب السمج مذاقاً لا يضاهى..!
أظنني ضمدت جراحها بيدي...لساني ...وكلي.!
حتى كادت سكين الوشاة تمزقها...أو تمزق حبلاً يمتد بيننا آثرت الابتعاد هامسة لها :سابتعد قليلاً لأجلكِ ...ولأمنحني قوةً تخولني الوقوف في وجه أي رياحٍ تحاول النيل من حبالنا المتصلة..!
أخبرتني أنها مازالت تحتفظ برسائلي الساخرة,عندما تنافسنا على كتاباتٍ تبث الضحك المتواصل بيننا ريثما نلتقي,أخبرتني أنها مازالت تحتفظ بها...تقرأها فتضحك كثيراً,ثم تبكي..!
ما خطر ببالنا أبداً أننا سنقف يوماً ما أمام بعضينا نواري ألماً يختلج في جوانحنا حيال بعدنا بابتسامةٍ تضل همزة وصلٍ أو قطعٍ بيننا..!
أخالني لن أجد بديلاً لها وهي لن تجد بديلاً لي...لأننا روح واحدة في جسدين..!

الخميس، فبراير 05، 2009

"...قد عبرت من هنا.."




ثمة بشرٍ وُجدوا دون أن يعوا أنهم في غياهبِ جبٍّ خالٍ من كل شيءٍ سوى أحجارٍ مسنونةٍ تلكزهم كلما تخلجوا ذات اليمين والشمال.!,ولا تخلوا من أخرى ملساء تضمن لهم الوقوف عليها برهةً دون وخزٍ لهم,حيطانه مهلهلة وثمة دلاءٍ دانيةٍ تقمع رؤوسهم كهرواتٍ ضخمةٍ دفناً لرؤوسهم في قاع الجبِّ.!,عبثاً تحاول هرهرت ذاكرتهم نحو النسيان,وهم يدورون في حلقةٍ مفرغةٍ تدرجوا فيها ركضاً مع الأيام هرباً بالعمر من الجحيم,أملاً في يومٍ لاحقٍ يحمل في طياته صك انعتاقهم.
أما أنا فلازلت أختلج أعالي السياج نحوي ,وأزاول التسلق نحوها,غير آبهةٍ بتلك الهرواتِ,لعلني أهمس للغيم لحظة اقترابي من الفوهة " فقط أريدني...أريدني حلماً متكاملٍ منمقٍ موشى بي,أريدني طائرٌ حصيفٌ بأجنحةٍ طويلةٍ ...طويلةٍ,تخولني الوصول إلى ضفة القمر,أريدني ألمٌ لطيفٌ يلفني بمعاطف أهاتٍ فاخرة ,أريدني نجمٌ أسطوري بقوائم مطاطيةٍ,أنام في الفضاء ثم أختبئ عن لهيب الشمس تحت ظلي..!,أريدني شمعة محنطة تضيء دوماً,لا تذوب ولا تنطفئ,أريدني جمرةً كاريزميةً تقبّل جبين الزمن بشامةٍ تبقى على الأمد البعيد
مفادها...

"..قد عبرت من هنا.."