الاثنين، أكتوبر 20، 2008

الْإِسْتِخْدَامُ الْأَمْثَلُ لِلْتكْنوُلُوجِيَا..!









بلوتوث معبر...فهل من معتبر..؟!




بلوتوث معبر بكل معانيه,مدته دقيقة وتسع وخمسون ثانية.


أبدع ملتقطه في التقاطه,التقطه وهو يجري,بارك الله في جهوده ونفع بها الإسلام والمسلمين..!


أما قصة المشهد فهي كما يلي:


" مخلوق بأربع أرجل وذيل,يجري...ويجري...من هنا وهناك.....و لا يعلم أين يذهب,ومصور البلوتوث يجري خلفه....لا خيب الله سعيه..!


فيصطدم المخلوق ببوابة أحد المخارج قبل أن يفر هرباً وهو يئن من الألم,وينتهي المشهد."


أما العبرة التي قد نأخذها من هذا المشهد فهي:
>>>
العزيمة والإصرار...هي خلف ذلك المشهد.
>>>
أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة,فلو أن ذلك المخلوق جرى بهدوء واتزان لما أصطدم بالبوابة.


.


.


.


.


.


.


والمخلوق ما هو إلا قط وجد نفسه أمام هذا المصور المبدع..!

الخميس، أكتوبر 16، 2008

صُورَةٌ "أَظُنْهُا سَتَبْقَى عَالِقَةٌ مَا حَيِيتُ"



بينما هممت للجلوس على مقعدٍ في مركزٍ ما,سمعت طاقم العاملات "من مختلف الجنسيات" يتحدثن مع صاحبة المركز لم أسمع سوى وشوشات ترددت فيها عدد من الكلمات :
"أوه...مسكينات"
"قطعن قلبي"
تساءلت عن ماذا يتحدثن,فقالت لي إحداهن:
"فتاة سعودية تعمل هنا , ولم نكن بحاجة لها لكن رأفةً بحالها وأختها,حيث تعمل الكبيرة كـ"عاملة نظافة" وتحضر أختها التي تدرس في الثانوية معها هنا لتعودان سوياً....
فإذ بهما تأتيان تساءلت الكبيرة "وقد كانت شابة في مقتبل العمر أظنها جامعية" قائلة:
"أأغسل دورة المياة؟ "
نكست "صاحبة المركز" رأسها متألمة ثم رفعته وقالت:
"أأنهيتي ترتيب الغرف؟"
أجابت بنعم,فقالت لها :
" إذاً هناك من سيقوم بذلك,اجلسي معنا "
*
لم تكتمل لدي معالم القصة بوضوح,لكنني لم أتخيل أن يوجد أحدٌ ما بهذه الفاقة في "مملكتنا الحبيبة".
أنا على يقينٍ تام بأن ولاة الأمر لا يعلمون عنهما شيئاً,كما حدث لتلك الأحياء الفقيرة التي زارها الملك -حفظه الله لنا ولجميع المسلمين- بنفسه,ثم تبرع لهم بما يكفل لهم حياةً كريمة, أظن بأن الحاجة ماسة لوجود من يحرص على نقل حال أولئك للمسئولين للأخذ بأيديهم وإعانتهم في تسهيل "ضمهم " للضمان الاجتماعي أو لمساعدتهم في تحصيل وظيفةٍ تُناسب إمكانياتهم وتحقق لهم "الكفاف", وأظن بأن "عمدة الحي" هو من يستطيع نقل هذه الصورة,ولكن بعد أن يُعاد التقنين والتنظيم لهذا الدور.
أقترح أن يتم إنشاء مكتب متكامل للعمدة في كل حي وتتوسع مسؤولياته لتشمل أكثر من فك النزاعات والتوقيع على الأوراق,ليضم عدد من الموظفين,وتكون مسؤولياته كما يلي:
· حصر عدد المواطنين والمقيمين الذين ينتمون لذلك الحي,وتدوين كل المعلومات عنهم كـ"تعداد سكاني مصغر" يعتمد عليه التعداد السكاني الشامل.
· إرسال تقارير تشمل تلك المعلومات للجهات المختصة بكل ما يحتاجة الحي من توسيع أو إنشاء مباني حكومية جديدة"كالمستوصفات والمدارس" من ومتابعة التطورات التي قد تطرأ عليها.

· بعد الإحاطة بأحوال سكان الحي,يتم إرسال تقارير للجهات المختصة عن "المرضى والأيتام والأرامل " الذين قد يحتاجون لمزيد من الدعم الحكومي.
·
تخصيص غرفة كـ"سجن مصغر" للأطفال الذين قد يشتكي منهم سكان الحي,ليغلق عليه ساعة أو حتى بضع دقائق كـ"رادعٍ" لهم.
· يكون العمدة هو المسؤول والمتابع عن كثب لكل ما يحدث في الحي كـ"جزأ لا يتجزأ"من الوطن الكبير.

الاثنين، أكتوبر 13، 2008

لِنُحَافِظْ عَلَى مَا بِحَوزَتِنَا





أسراب تساؤلاتٍ تسابقت لتحط على جميعها عل ساحل فكري...

أي تفكير يسيطر على ذوي النعم إبان امتلاكهم لها..؟!

وأي كائنٍ ذلك الذي يتعامل معهم أيّام سطوتهم..؟!

وأي قلبٍ احتواهم بصدق آنذاك..؟!

وأي إحساس ذاك الذي يغمرهم..؟!

وهل وضعوا مستقبلاً – قد تعبث به رياح القدر بما قدموا- ينتظرهم نصب أعينهم..؟!

وهل نحتاج لانكسارٍ بسلب النعم منا لكي ندرك معنى شكر النعم,ونستشعر بصدق"من تواضع لله رفعه"
؛

ياااااه يا قدر...!

مؤلم ذاك المصير...الذي آل إليه أولئك...مؤلم.

أحدهم شاهدته على شاشة التلفاز,كان - رجلاً غُر بنفسه – يتحدث مع المذيع بتعالي حتى أنه دفع باشمئزاز أحدهم عندما هم بتقبيله.

ثم بعدها بعدة أشهر رأيته طريحاً يبكي بنشيجٍ حارق,لأنه سُلب عافيته بحادثٍ مميت.

؛

أخرى كانت مغترة بكل ما حازته من نعمٍ – ربما لم تظن أنها ستفقدها يوماً ما- ولم ترخي طرفاً لمن سُلب تلك النعم التي حازتها,حتى سُلبتها هي الأخرى.

؛

بل شعوب كان أجدادنا يشدون الرحال إليهم طلباً للرزق,والآن – بما أسلفوا- يشدون الرحال إلينا طلباً للرزق..!

دول كانت ترفل في النعيم " غناء وعزةً وإباء ",والآن تحت أنقاض الكفاف ..!

؛

قصص كثيرة لـ "هو و هي" حلّقوا عالياً كـ "كاسر كِبرٍ" ,ثم خر مكسوراً على راحة القدر

؛

لماذا نحتاج لهزةٍ عنيفة لنتذكر بأن ما بحوزتنا من نعم – عاريَّة منَّ بها الله علينا – تزول إن لم نحافظ عليها بالشكر..؟!


"اللهم إنا نسألك شكر النعمة ونعوذ بك من كفرها"

السبت، أكتوبر 11، 2008

دُرْوِيشٌ و الْقَصِيْمِي







لم أصدق بعد أن هناك من يعرف الله "الجبّار العزيز المقتدر",ثم يتجرأ على ذاته,أوأن ذلك المخلوق الضعيف يُسيء الأدب مع الخالق,فربما طفلٌ صغير قد يتباهى بشجاعته وجرأته بتمردٍ كهذا,لكن بمجرد إفهامه وعلمه بشناعة ما فعل يؤب إلى رشده,ويضع خطوطاً حمراء حولها لا يتجاوزها.
؛
لازال صدى ما كتبه درويش يرن في أذني,ولازلت أعيش صدمة أذهلتني إشفاقاً عليه من وبال ما أقدم عليه,وتساءلاً عمّا دفعه لذلك,كنت أحاول إقناع نفسي -فضلاً عن غيري- بأنه وقع بذلك الخطأ عن جهلٍ محض,كنت أذكر ما قالته إحدى الدكتورات عندما أتت إلى السعودية للعمل,أذكر بأنها كانت لا تخفي في كل محاضرة ما تظن بأن تمسكنا به تخلف ورجعية,حتى أنها قالت ساخرة "أنتم تفرقونهم حتى في المجالس ,فمجلس للرجال ومجلس لنساء..؟!", كنا نكن لها الاحترام ونلتمس لها العذر فيما قالت نظراً للبيئة التي نشأت بها ولنوعية التعليم الذي صُقلت به,توالت الأيام ونهاية كل أسبوع لدينا في الكلية محاضرات علمية وثقافية ومعظمها دينية,كانت هذه الدكتورة لا تغيب عن المحاضرات هذه,فضلاً عن الكتيبات والمطويات الدعوية التي كانت توزع هناك ,في نهاية السنة قالت" أحمدوا الله على هذه النعمة التي خصكم بها تتعلمون أصول دينكم منذ أول دخولكم للمدرسة فطفلٌ في الصف الأول ابتدائي قد يعلمني كيف أتوضأ وكيف أصلي, بينما نحن لا نعلم عنه إلا ما علمناه من خلال آباءنا "الجهّال" هنيئاً لكم بهذا البلد وهنيئاً لنا أننا أتينا إليه ".
أخرى كان لابد لها أن ترتدي الحجاب,وكانت جداً متذمرة منه,وعندما تخرج تكون مُحاطة باثنتين من زميلاتها وكل واحدة تمسك بيدها – حتى لا تقع- وهي تردد" ما هذا كيف أرى؟ كيف أتنفس" وتتأفف,هذا في البداية لكنها بعد إكمالها لسنة ارتدت حجاباً متكاملاً و فوق ذلك أصبحت تعمل في الصباح بين محاضرة في قاعة أو معمل,وفي المساء طالبة نجيبة في دور طلب العلم.
من خلال ذلك قلت:بأن أولئك الذين تعدوا على الثوابت ربما لا يعلمون عنها سوى ظاهرها,ربما لا يعون قدسيتها ولا يدركون ما خطورة خوضهم هذا,فمدارسهم التي كبروا متنقلين بين مراحلها لم تكن تهتم كثيراً بأن يتعلموا أصول الدين,فكما نعلم معظم المدارس في أغلب الدول العربية تجمع أكثر من ديانة وبناءاً على ذلك لا تتوسع في هذه الأمور,فالمشكلة هو التطبيل والتصفيق لهذه الأخطاء التي قد وقع فيها أولئك فلو أنهم وجدوا من يأخذ بيدهم إلى الصواب من أول خطأ اقترفوه لما تمادوا,وبذلك فالخطأ مشترك بين من أخطأ ومن أيد ذلك الخطأ,لكن الطامة التي ألقت بظلالها على كل محاولاتي بإيجاد عذرٍ لأولئك,عندما رد علي أخي بقوله :فماذا تقولين عن عبد الله القصيمي,الذي نشأ وترعرع هنا,كان داعية ألّف كتباً عديدة دفاعاً عن الدين وأهله,ثم مات ملحداً وقد قال قولاً بشناعة ما قاله درويش.؟!
بحثت عن بعض مما يذكر ما فعله بتفصيل أكبر وذُهلت,حقاً ذُهلت.
ثم تساءلت بألمٍ:لماذا هؤلاء أنجبهم الطريق الذي نسير عليه..؟!لماذا جميعهم أدباء كبار,وجدوا من الثناء الجمّ على ما يمتلكون من أدبٍ..؟!لماذ..؟!
فخرجت بعدةِ نقاطٍ ضمدت بها أسئلتي:
• من المهم جداً أن يثق الأديب بقلمه,لكن الأهم أن يتذكر دوماً وأبداً أن ما هذا القلم إلا نعمة قد خصه الله بها,نعمة تستوجب الشكر.
• قد يُقال عنك أديبٌ كبير,حينها عليك أن لا تستشعر ذلك,فلو شعرت بذلك قد يتسلل إلى قلبك الكبر والإعجاب بالنفس وما هي إلا مقدمات لما وقع به أولئك.
• في بحثنا عن الابتكار والتميز,قد تقودنا "النفس الأمارة" لتجاوز بعض الحدود,فلنقيّدها قبل أن نبدأ بالبحث.
• وأولاً وأخيراً ,فلنسأل الله الثبات حتى الممات "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ما شاء أقامة منها، وما شاء أن يزيغه أزاغه".
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"

الاثنين، سبتمبر 29، 2008

عَلى أعْتابِ لَوْعةْ




حُرْقَةُ قَلبٍ تُناوِشنِي...تَنْهالُ عَليَّ لوعةً ولوماً.


كحُرْقةِ قلبِ صيْادٍ مَخَر عُبَاب البِحارِ كلها,ولم تهْربْ عن شبكته أي سمكةٍ تُذْكر...


فمرَ على بحْرٍ سخِيِّ تألقتْ أصنافُ اللآلئ على ساحِله طوال ليالي " المد",فما برِح يصطادُ السمكَ الوفيرِ.أَفَاق قبْلَ أَنْ يُكفْكِف البحرُ لآلئه فلم يظفرُ سوى بلآلئ يسيرة, أو لم يظْفرْ..!


؛


وكسمكةٍ خُلِقتْ وخُلِقَ البحرُ الكبيرُ لأجلها,وفي غفلةٍ سبحتْ نحو حوْضٍ مُزخرفٍ على "أرضنا",وضربتْ بذيلها أمواجاً كانتْ تستجديها لتعود..!


؛


أتغادرُ أيَّهُا الحبِيبُ..؟!


أتغادرُ كَطائِرِ حُلمٍ,هبَطَ على أيّامٍ ازدانتْ به,ثمَ سُرعان ما يَعاودُ التحليق عالياً في سماء الحُلم..!


أخالُ لياليكَ وأيّامُكَ...دقائِقٌ ولحظاتْ.أتغادرُ كضيْفٍ "عجولٍ" غَادرَ قَبلَ "القِرى".؟!


ظمئنا...ظمئنا للقائِكَ,ولم نرتوي بعد,وحقائبَ سفرنا التي عزمنا على ملئِها منكَ,وقدْ أضحتْ كحقائبِ فقيرٍ أسيرٍ, أتغادرُ قبلَ أن نملأها..؟!


؛


كومضةِ برْقٍ غادرتَ سمائنا نأملُ أن تعودَ وقدْ أضاءتْ ليالينا تراتيلُ خاشعةٌ تنْسفُ الستائر عن واجهةِ البصيرةِ.


نأملُ أن تعودَ وقدْ كبرتْ عزائمنا لنمتطيها في مضماركَ كفرسٍ أصيلٍ,علَّنا نقتنصُ سريعاً وسامِ "ألفِ عامٍ" .


نأملُ أن تعودَ وقدْ عُدنا .


فهلْ ستعُودَ إلينا ثانية,أم قد تعودُ ولا تجدُنا..؟!


ونبقى على أملِ لقاءِ يَقْتاتُ لوعَتـنا.

الأربعاء، سبتمبر 24، 2008

لِأَجْلِكَ وَطَنِي...


.

.



لأجلك يا وطن سأترك باحات المساجد في شهر العتق,لأشدو بحبك.



لأجلك سأغني بأهازيج النصر والولاء...والفداء لك,وسأذرف دمعي مدراراً كنشوة فرحٍ بعيدك.



ولأجلك فقط سأرفع أكف صوتي عالياً بـ "سارعي للمجد والعلياء" .



وسأرمي بـ"شماغ" انتمائي إليك خلفي,لأتمايل بخصلاتي الخضراء فخراً بك.



لأجلك وطني سأجعل "قلعتي السيارة" خريطةً خضراء,ترفرف على قمتها رايتك.



وسأتسلق أسوار المدرسة,وأهجر الجامعة..."لأجلك"...ثم أهيم بعدها على جنبات قلبك,أبحث عن أوردةٍ أخدمك فيها.

.

.

.

وطني أيرضيك أن أتسربل الأخضر وأرفع علمك عالياً بيديّ وألوّح به طوال يومك الوطني وإن تعبت يديّ..؟!



أم تحب أن أرفع أكف الضراعة "أسأل المولى دوام تقدمك"ثم أسعى جاهداً لجعل علمك يرفرف عالياً على مدى الأيام بعلمي وعملي..؟!





23 - 9 -1429 هـ

.

.

الأحد، سبتمبر 07، 2008

زِلْزَالُ أَمَلٍ





اعتدت عقوقك يا صغيريَّ الكبير,اعتدت عبثك وإخوتك بخصلات أمنياتي المِحْواليةِ العتِيّة .
وأدمنت أن أحتسي خيبتي رشفةً...رشفة .!
حملكم وفصالكم دهراً...عمراً..؟!
أطعمتكم – خلالها- بمنقار صبري,طعاماً غلّفته بإخلاصٍ,وظللت أجمع أعواد أملٍ أبني بها عشاً يمنحكم الدفء ريثما تكبرون,ريثما ينمو لكم ريشاً تطيرون به عالياً نحو الأفق,حيث أنتم.
وكلما ثملت بكم مآربي أخرجتكم في رحلة استجمام على مروج الخيال الطلق,تمرحون على سفوح الذاكرة,وتتقافزون حولي كصغار طائرٍ حزينٍ يُلقِّن صغاره التحليق وهو مُوقِنٌ بأنهم إما يحلقون بعيداً حيث لا يراهم,أو لا يحلقون.!
دائماً تخذلون فرحتي بكم..دائماً,أيقنت بعدها أنكم مازلتم صغاراً...صغاراً حيث لا تدركون معنى الصدق في الولوج في أعماق عالمي المُنتظر لهطولكم علّ مرابع الأمل تُزهر.
الجميع قد أوقدوا لي شفاههم شموع فرحٍ,فإذ ببعضها يكاد يعانقني فرحاً بكم,وأخرى موشية بغبطةٍ يبطنها أسى بفرحي بكم ..!
أهيم بفكري,أخاطبهم بصمتٍ :"هوينكم..هوينكم..أفرحوا بهدوءٍ ,مثلي تماماً,وأنتم كفوا عن الأسى,فصغاري هكذا دوماً كإبرةٍ تغوص أغوار البحار,ثم تخرج وقد بللتني بفرحٍ سرعان ما يجف..! "
ولأنني اعتدت عقوقكم,أردت أن أحتفي بكم,عبثاً آمل أن تكبروا يوماً ما,آمل أن تبروا بي ولو سهواً ,أو لعلي أسخر بكم كما تسخرون بي,ولأحيى لحظة الفرح بكم كما هي قبل أن تغشى فرحتي خيبة..!
لكن ما ذنب أولئك اللذين منحوني خميلة سعادتهم بي لأجلكم,ثم سرعان ما أرشقهم بها إذ عققتموني..!
واسوأتاه يا صغاري,تعرّى صبري أمام أساهم لأجلي,وخار جلدي..!
أتهزؤون بي,وأنا من سعى بكم ولأجلكم..؟!
- أمل,ما بالكِ..؟!
أين ترفلين..؟!
وبمن تفكرين..؟!
تعجز الكلمات عن وصفي,فبؤسٌ تلبّسني يكفي للرد عليها,تحشرجت العبارات في صوتي,وقُضم أطراف حرفي..
- لا..لا..شيء...ربما سيكبرون..
- من هم..؟!
يا الله...هي لا تعرف صغاري,على الرغم من أنها ترقُبهم,وقد داهمها بؤسٌ مقيت عندما رأت تمردهم وانقلابهم علي.
أكره نظرات العطف التي تود أن تسربلني بأسمال الرضا والخنوع.
- لا...لا أحد..أقصد لا أحد..
- إذاً ما بكِ..؟!
أخذت نفساً عميقاً,أدخلت به هواء نقياً عله ينفض غبار يأسٍ أعيا صغاري,وجمعت شتات ابتسامةٍ مشردة,طوقت بها وجهي عله ينتشي بأملٍ "كاسمي",فلا شيء سواي يملكني,ولا شيء سواي يربي صغاري على حبي وبري.
- لا شيء يا ضحى,سوى أملاً اعتاد أن يزلزل قلبي قبل أن يستوي على سوقه.

الجمعة، سبتمبر 05، 2008

وَفَاءُ حُلْمْ




ما أجمل الحلم عندما يعانق الواقع بحرارة اللقاء الممزوج بفرحٍ طفلٍ صغير عانق أمه بعد بحثٍ حثيث في ثنايا الأثر.


يا لروعة الحلم كلما سطع كشمسٍ تصر أن تتمركز في قلب السماء برغم السحاب وعبث الضباب ,فيشهد الكون كله حضورها.


يا لهيبته عندما يختال شامخاً يهشم بأقدام إصراره عوائق تبطن أرض المسير نحو واقعٍ ينشده.


ذاك الحلم مطيتنا في هذه الحياة,علّه ينيخ بنا على أرض صلبة لا تتهاوى إذا ما حملتنا لتلفظنا أشلاء في حضن الحلم الآفل.


أحلامٌ إذا ما تحقق أحدها تطاول الفرح بداخل جوانحٍ قصيرة.


تُرى أكان الفرح به أجبن من أن ينتصر على هاجس زواله..؟!


أم أنه أقسى من أن تُلينه الأيام..؟!


تُرى أبقي للحلمِ فرحٍ وهو بين مطرقة الزوال وسندان اللاحقيقة..؟!


أم أنه يختبئ في ردهات قلبٍ صغير تحسباً كي لا ينكفئ به الحلم..؟!


وأي حلمٍ سيحيى إذا ما مرت سكين الواقع بهدوءٍ ماكر على عنقه الصغير..؟!


ولمَ يتكالب الكل لمصادرته رغماً عنه,فيموت كمداً إن لم يكون قتيلاً..؟!
أيتقاذف الواقع الحلم الكالح الأسيف,أم هو يتقاذف الواقع..؟!


تُرى أهناك حلم,خلف تلك الآطام,وتلك الزوايا..؟!


و أي حلمٍ يراودني ويراودهم هذه الأيام..؟!


أهو حلم قبولٍ أم حلمُ عيد...؟!
أيا حلم
بِرَغْمِ غَدْرُكْ وقِلّة صَبْرُك, سَأوفي.

الخميس، سبتمبر 04، 2008

طَلَبّْتُكَ...يَا قَمَرْ!!!

/

/

/


تَعَالَ يَاْ قَمَرْ !!!
سَأَبُوْحُ إِلَيْكَ بِسِرِّي !!!
فَرَحِي وَلِيْد ...و حُزْنِي أَزَلْ!!!
أُغْمِضُ عَيْنَيَّ...كَيّ لا أَ َرَى دمْعَةَ كَسِيْرٍ أَوْ فَقِيْدْ !!!
فَأَسْمَعُ نَبْرَةَ آهٍ...فَتَفْتِكُ فِيَّ عَلَى مَهَلْ!!!
أُمٌ تَفْدِي فَلَذَتَهَا...و قَدْ سَلِمْ!!!
و طِفْلٌ جَرِيْحٌ...لَا يُرِيْد سِوْى أَبٍ و أُمْ!!!
و رَجُلٌ أَحَبَّ الحَيَاةََ...كطَفْلٍ بَرِّئٍ...فأرْدَتْهُ سليباً كهلْ!!!
عُذْرَاً...فَقَلْبِي اِعْتَادَ الفُضُولَ...وهَا قَدْ سَئِمَ الأَلَمْ!!!
ولِي كَنّزٌ ثَمِيْنٌ...قَلَمٌ عَتِيْدٌ...أَتَّكِئُ عَلَيْهِ...فَيَحْفِرَ عَلَى الوَرَقِ...وأَهُشُّ بِهِ عَلى الأَلَمْ!!!
/
/
/
يَا قَمَرْ!!!
خُذْ قَلَمِي...واعْطِنِي علوَّك و ارْتِفَاعَكْ!!!
لَيْسَ لِأَجْلِ العُلُوِ....لَاْ!!!
بَلْ لِأَنْأَى بِقَلّْبِي عَنْ كُلْ مَا يَبْعَثُ فِيِهِ الأَلَمْ!!!

الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

بِدَايَاتِي


بدأت في الشهر الأخير من السنة الماضية - أي قبل 9 أشهرٍ تقريباً- كبدايةٍ فعلية في عالم الأدب.

في البداية طلبت رأي إحدى السابقات لي في هذا المجال,فكان ردها لي "ليس كل من أراد فعل"
أظنها قد نست بأن الفعل مبدأه إرادة.

بعدها اتخذت طريقةً أخرى,فتجردت من كل ما أملك من معرفة في هذا المجال, قسوت على قلمي خلالها,فعندما يجد الثناء أقنعه بأن ذلك لم يكن سوى مجاملة ليس إلا...
ومع ذلك فقد كنت وفيةً معه عندما يجد غير ذلك, فأدافع عنه ببسالة.

عرّضت أكسد ما قد خطه قلمي لسوق النقاد,علّ قلمي يرتوي بما قد يزيده نضجاً,وليبذل مزيداً من الجهد في العلم والتعلم.

والآن وقد نضج القلم وأدرك أسرار طريقه,أصبح يرنو إلى رحلةٍ فسيحةٍ على ضفاف كتاب.

الأحد، أغسطس 31، 2008

رَسَاْلَةُ حُبٍّ


إلى كُلِ مَنْ تَسَبَبَ فِي اِعْتِزَالِي لِلأَدَبِ,وإِقْلَاْعِيَ عَنْ التَدَوِيِنِ ,وبِالأَخَصِ هِيَ :
أُخَيَتِيّ مَاذَاْ فَعَلَتِ؟
ومَاذَاْ سَتَفْعَلِيِنْ؟
أُخَيَتِي حَيَاْةُ الْأَدَبِ مَلِيِئَةٌ بِكُلِ مَاْ أَخَافُ عَلَيْكِ مِنْه ,فَلِمَاذَاْ تَتَعَجَلِيِنْ؟
لِمَاذَاْ تَتَحَلَـلِيِنْ؟
مَاْ أَجْمَلَ أَنْ تَكُوْنِي أَدِيْبَةً ,ولَكِنْ أَدِيْبَةً مُسْلِمََةً؛لِمَاذَاْ فَعَلْتِ مَاْ فَعَلْتِ؟
ولِمَاذَاْ كَتَبْتِ مَاْ كَتَبْتِ؟
هَلْ تَبَحَثِيْنَ عَنْ الحُرِيّةِ...والعَمَلِ بِلَاْ قُيُوْدِ..؟
لِمَاذَاْ؟
أَتُرِيْدِيْنَ التَّمَيُزَ؟
فَالتَمَيُزُ أُخَيَتِي سَيَقْدِرُ عَلَيْهِ كُلِ مَنْ لَيْس لَهُ قُيُوْدٍ...الكُلُ قَادِرٌ...لَكِنْ مَاْ أَرْوَعَ التَمَيُزَ تَحْتَ تَأْثِيْرِِ القُيُوْدِ؛نَعَمْ تَحَلَلِي مِنْ قُيُوْدِ التَقَالِيْدِ....لَكِنْ بِأَدَبٍ!!!
وتَمَسْكِي بِقُيُوْدِ الدِيْنِ...فَهِيَ مَنْبَعُ الأَدَبِ؛
حَبِيْبَتِي....عَاْلَمُ الأَدَبِ جِدُ كَبِيْرٌ....وطَرِيْقُهُ جِدُ طَوِيْلٌ....فَإِذَاْ أَرَدْتِ الدُخُوْلَ فِيْهِ ....وقَدْ دَخَلْتِ....فَأَمْسِكِي بِالدِيْنِ كَمِصْبَاحٍ يُضِيْءُ لَكِالطَرِيْقَ....واِرْتَكِزِي عَلَى عَصَا الأَعْرَافِ والتَقَالِيْدِ.
وسِيْرِي ولِيْكُنْ هَمُكِ أَنْ تَصِلِي إِلَى التَمَيُزِ عَنْ طَرِيْقِ....هَذَاْ الطَرِيْقُ؛
ولَاْ تُذِيْبِي نَفْسُكِ فِي شَخْصِيّةِ أَيِّ غَرْبِيّ....و إِنْ كَاْنَ وِلْيَمْ شِكِسْبِيْرُ...أَوْ آغَاثَا كَرِيْسْتِي ؛
فَأَنْتِ مِنْ هُنَا ...ونَحْنُ أَهْلُ الأَدَبِ...فَشَمْرِي...وأَقْدِمِي...وضَعِي لِنَفْسُكِ طَرِيْقَاً ولَوْنَاً....قَدْ يَكُوْنُ بَعَدَ عُمْر ٍ طَوِيْلٍ...طَرِيْقُ المِئَاتِ غَيْرُكِ.
واِحْرَصِي كُلَ الحِرْصِ...أَنْ لَاْ تَتَعَجْلِي فَتَنْدَمِي ؛أُخَيَتِي أَتَمَنْى لَكِ الخَيْرَ....فَعِنْدَمَا تَصِلِيْنَ إِلَى مَاْ تَتَمَنْيِنَ سَأَفْرَحُ لَكِ....وحَتْمَاً سَأَفْتَخِرُ بِكِ,,,,

عِنْدَمَا خَذَلْتُ حَبِيّبِيَّ






هُوَ الحَبِيّبُ...عِنْدَمَا نَهِيمُ حُبَّاَ ؛

وَهُوَ مَنْ يَسْتَحِقُ الحُبَّ...عَنْدَمَا يَغْدُرُ بِنَا كُلُ حَبِيّب؛

هُوَ أَعْذَبُ الحُبّ..عِنْدَمَا نَشْدُو بِهِ لَحْنَاً؛وهُوَ بِكُلِ أَسَفْ إِدَانَةٌ عَلَيّنَا بِالخُذْلَانِ؛

هَذِهِ خَاطِرةَ كَتَبْتُهَا عَنْ الرُسُوُمِ الدِنَمَاركَيةِ المُسَيئةُ لِلحَبِيّب مُحَمّد صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وسَلّم؛عَلّ القٌلَمَ يُجيدُ صِياغَةَ عُذْرَي؛


/

/

/

خَذَلّتُهُ كَعَادَتِي!!!

ولَمْ يَكُنْ يَسْتَحِقُ مِنِي الخُذْلَان!!!

تَعِبَ مِنْ أَجْلِّي...حَمِلَ هَمِّي ...وأَسْهَبَ فِي نُصْحِي....وأَخَذَ بِيَدِي... ووَضَعَنِي عَلَى الطَرِيْقِ..... وقَاَلَ...لَنْ تَضَيعِي إَنْ أَطَعّتِ أَمْرِي؛فَكُل أَوْرَاقِي... وحِبْرُ أَقْلَامِي....لَنْ يُطِيْقَا ذِكْرُ أَفْضَالُهُ عَلَيَّ...ولَكِنْ مَا أُطِيْقُ قَوْلَهُ ...كَيْفَ كَانَ شُكّرِي لَهُُ؛سَأَحْكِي لَكُمْ ...عَلَّ القَلَمُ ...يُجِيْدُ صِيَاغَةَ عُذْرِي :فِي خِضّمِ حَيَاتِي المَلِيْئَةَ بِالأَحْدَاثِ...وبِكُلِ مَا يُشْغِلُنِيّ عَنْ تَذَكُرِ اسْمِيّ ....لَمْ أُخْبِر أَطْفَالَ كَوْكَبِيّ بِأَهَمِيَتَهُ لَدَيَّ؛لَمْ أُخْبِرَهُمْ بِأَيِّ فَضْلٍ مِنْ أَفْضَالِهِ....لَمْ أُخْبِرَهُمْ بِأَيِّ شَيٍّء عَنْه ....فَقَط يَعْرِفُونَ اسْمَهُ....لَمْ يَرَوهُ ...أَوْ حَتّى يَعْرِفُواْ وَصْفَهُ؛فَمَاذَاْ فَعَلُواْ بِهِ؟!هَمَّشُوه ....سَخِرُواْ مِنْهُ ....لَمْ يَحْتَرِمُوْهُ....تَجَرَؤُا ْ عَلَيْهِ....بِمَرْأَى ومَسّمَعٍ مِنِي!!!

خَمَنُواْ لَهُ شَكْلاً صَاغَتْهُ عُقُولُهُمُ الصَغِيْرَةُ....ورَسَمَتْهُ أَيْدِيِهِم ....ومَا الذِيّ فَعَلْتَ ؟؟

لَمْ أَفَعَلَ أَيَّ شَيء!!!

فَأَنَا لاْ أُجِيْدُ مُخَاطَبَةَ الأَطْفَالِ...ولَاْ أَقْوَى عَلَى تَوْبِيْخِهِمْ...وتَوْبِيــخُ الطِفْلِ يَزِيْدُهُ عِنَاداً!!!

حَاوَلّتُ اسكاتَهم...و أَظْهَرْتُ غضبي....ولَمْ يَعْبَئُواْ بِيّ ....حدَّثتهم بِهُدُوْءٍ ....ولَمْ يُعِيْرُواْ كَلَامِيَّ أَيَّ اهْتِمَامٍ...فَقَدْ أَصْبَحَ تَجَرُؤُهُمْ عَلَيْهُ أفضلَ مَا يَتَسَلّوُنَ بِهِ!!!

وأَنْا أَحْتَرِقُ أَلَمَاً...فَضَعْفِيّ يُكَبِلُنِيّ!!!

مَنَعْتُ عَنْهُمُ الحَلّوَى ...والحَلّوَى أَحَبُّ مَا لَدَيْهِمْ!!!

فَكَأَنَهُمْ أحسَّوا بِشَنَاعَةِ صَنِيْعِهِمْ ...فَارْتَاحَتْ سريرتي...و هَدَأَتْ نَفْسِي ...وتَنَفَسْتُ الصّعَدَاءَ !!!

ولَاْ أُخْفِيْكُمْ سِرَاً...فَلَقَدْ تَرَاقَصَ قلبي فَرَحَاً بِمَا حَدَثَ ...فَأَنَا مِنْ الضَعْفِ لَاْ أَمْلِكُ سِوَى الحَلّوَى أُسَاوِمُهُمْ بِهَا!!!

لَكِنَنِيّ كُنْتُ كَأُمٍ حَنُونٍ لِهَؤُلَاءِ الأَطْفَالِ...فَقَدْ كَافَأْتُهُمْ عَلَى التزامِهِمالأَدَبَ تِجَاهُهُ بِأَنْ ضِاعَفْتُ لَهُمْ الحَلّوَى؛ويَا لِلْأَسَف...!!

فَقَدْ عَادُواْ لِأَسْوَأِ مِمَا كَانُواْ عَلَيْهِ!!!

فَمَاذَاْ فَعْلّتُ ....؟؟

عُدّتُ مِنْ جَدِيْدٍ ومَنَعْتُ الحَلّوَى ....ولَكِنْ هَذِهِ المَرَةِ لَمْ يِعُدْ يُهِمُهُمْ الأَمْرَ ....ولَمْ يُبَالُواْ بِيَّ !!!

فَقَدْ أَشْعَرْتُهُمْ بِأَنَنِيّ لَمْ أَغْضَبْ كََثِيْرَاً ..لِأَنَنِيَّ سُرْعَانَ مَا رَضِيْت!!!

فَهَلْ هُوَ خَطَأٌ مِنْهُم ...أَوْ خَطَأٌ مِنِيّ ...؟

/

/

/

مُلاحَظة:أُشِيرُ بالحَلّوَى لِمُقَاطَعَةِ المُنْتَجَات الدِنَمَارْكِيّة

صُورَةٌ شَوهَاءُ لِلْقَمَرْ




صورة الشمس وهي تحتضن ذلك البيت الخشبي المعتق وتغسله بضيائها فيندلق متزحلقاً على سقف البيت الخارجي ليرتمي على مروج الريف ,وأخرى للصغار وهم يسبحون في بحر أعشابٍ يموّجها النسيم,ويتقافزون على أشجار البلوط الباسقة بغرورٍ على تلٍ مخضبٍ بالجمال, ويتراشقون بماء النبع ويضحكون..
صورٌ شتى تكاثفت في ذاكرة عطيفة لتهطل دموعها مدراراً كأمطارٍ استوائية.
غادرت عطيفة بلدتها الأعجمية مع أفراد عائلتها الذين أرادوا أن ينزوا كخليةٍ في جسدٍ كبير.
تتمدد الصور في ذاكرتها المشرعة لتملأ مآقيها حنين,ثم تنكمش طاوية معها بعضُ من شوقٍ لذلك المكان.
قالت لوالدها ذات تمدد:
- أرض الغربة يا أبي أرضٌ شائكة,إن نجونا من وخزاتها مرة,فلن يكون ذلك كل مرة.
تبسم والدها وهو يعضُّ على نوى ضجّ به قلبه حنيناً لبلده و أهله,وقال:
- بنيتي الغربة غربة روحٍ,يتقلب فيها القلب بين أشواك وحدته.
صمت برهة جال خلالها بنظره على المساحات والجبال الخضراء التي كانت كمشاجبٍ عُلقت عليها الغيوم ولا تكاد تغادرها,ثم استجمع أحرفه ليُضاءل تلك الصور في عينيه,واستطرد قائلاً:
- هنا نلهث خلف صوتٍ لأذان وصورةٍ لهلال نُداري حياة أرواحنا,نستميت لأجلها,لكن هناك ستُغمر أرواحنا ببحر صدقٍ وإخاء لا ينضب,حينها سننضو أسمال الغربة,غربة الروح يا ابنتي.
أمسكت تلك الكلمات بخطام فكرها ,فأحبت ذاك الجسد,وأدركت بأن روحها آن لها أن تشرئب,آن لها أن تركن إلى الأنس ,أطرقت ملياً ومسحت حبيباتٍ متناثرة أسفل عينيها,ثم قالت:
- محق يا أبي,ما قيمة المكان إلا بأهله,وأين ستجد الروح سعادتها ما لم تجد أرواحاً مآلفة لها..؟!
***
أناخت بهم الأيام على قارعة السعادة التي انسابت مع عروقهم لتدفع بقوةٍ كل غربة وحيرة متخثرة في طريقها,الأب عمل بنّاءاً والأم كانت تجيد الحياكة فامتهنت بها ,الصغار ألحقوهم بالمدارس أما عطيفة فكانت تعين والدتها على أعمالها وتوصل المنسوجات إلى أصحابها.
***
عطيفة ترتدي عباءةً سوداء على أحد جانبيها رُتَقٌ حمراء,وتلف حول رأسها خماراً أبيضاً بالي الأطراف ,تحمل كيساً يحوي منسوجاتٍ تمت حياكتها,توقفت برهة أمام مبنى مهيب,يتوافد إليه نساء كبيرات وفتياتٍ وعددٍ كبير من الصغيرات بعضهن يمسك كتاباً كم تمنت لو أنها تقرأه كله.
بينما هي عائدة إلى المنزل قادتها أشواقها دون أن تشعر لتدخل المبنى ,فدارت في دهاليزٍ كثيرة,وما إن تلتقي بعددٍ منهن حتى تتراجع خجلاً دون أن تنبس بكلمةٍ واحدة,فإذ بها ترى إحداهن تجلس على مكتبٍ زجاجي وحدها,تقدمت نحوها عطيفة مبتسمة وقد تعانقت أسارير الفرح بداخلها بلقيا أرواحٍ تماثلها ,وكأخٍ شقيق توقع سرور أهله بمجيئه بعد غيابٍ طويل توقعت عطيفة فرح تلك برؤيتها, ألقت السلام وتعلوها ابتسامة قمرٍ رقيقة تشي بما يجول بخلدها,المرأة مذ رأتها قطبت جبينها وردت نصف السلام,جلست عطيفة على الكرسي وقالت بعربيةٍ مكسرة:
- أريد أن ألتحق هنا.
رمقتها ثم صعّرت خدها وقالت بتبرمٍ وسخرية:
- لا,لا يمكن ذلك,ربما لاحقاً.
ألحّت عطيفة عليها,فنهرتها باستعلاء:
- اخرجي..اخرجي قلت لا يمكن,هيّا اخرجي.
خرجت عطيفة بنظراتٍ وحالةٍ مناقضة تماماً للتي ولجت بها.
***
صورة القمر مكتملاً على سطح نهرٍ عذب,فإذ ببطٍ عابث يرمي بنفسه على السطح,فتتبعثر قطع القمر الأغر,ويتوارى بعض أشلاءه خلف ظله ,هكذا أصبحت صورة الجسد الذي تركت عطيفة وعائلتها بلدتهم الساحرة لأجله.
وسيظل قمراً.

الْوَصِيةْ



عاد ظريف من المدرسة ونزل من السيّارةِ مسرعاً تاركاً حقيبته خلفه,رمى بحذائه وهو يجري قبل أن يدخل البيت.كانت أم ظريف تحضر الطعام وعندما سمعت صوت ظريف تركت العمل وانحنت منتظره - لأن ظريف قد يقفز ليقبل رأسها فيقع كل ما كان بيدها- دخل ظريف وقال:
- السلام عليكم يا أمي الحبيبة.
وقبل رأسها وقال:
- أمي أنا جائع أين الطعام؟
- حسناً يا بني أغسل يديك,بينما أحضر الطعام.
- بسرعة,بسرعة يا أمي أنا جائع .
ذهب ليغسل يديه وجلس على المائدة ينتظر,جلس الجميع على المائدة,وبعدما تناولوا الطعام قال والد ظريف:
- أنا سأسافر اليوم لظروف عملي,وسأغيب يومين,لا تتعبوا أمكم.
ونظر إلى أكبر أبناءه ظريف وقال :
- أنت يا ظريف رجل البيت في غيابي.
رفع ظريف رأسه مبتسماً وقال:
- نعم يا أبي,أنا رجلٌ أعجبك,سافر ولا تقلق.
* * *
سافر والد ظريف,وأصبح ظريف هو الآمر الناهي على إخوته الصغار,لا يسمح لهم باللعب في المنزل,وعندما يلعبون في الفناء يأمرهم بالهدوء كي لا يزعجوا الجيران,يقول :
-العبوا بصمت أو سأخبر أبي ليوبخكم جميعاً.
قال له مجد :
- أريد أن ألعب معك بالكرة.
- لا الكرة تصدر أصوات مزعجة,وقد تكسر النوافذ,لا يا أخي الصغير لا لن تلعب مادمتُ أنا المسئول.
جلس أخوته الصغار مرغمين ينظرون إلى ظريف وهو يلعب بالكرة,ويستعرض بها أمامهم ثم قال:
-أنظروا سأرفع الكرة عالياً سأجعلها تقترب من السماء.
وركل الكرة بقوة إلى الأعلى ثم سقطت سريعاً وارتطمت بالمزهرية الكبيرة التي في مدخل البيت فتدحرجت ووقعت في الفناء و تكسرت.
عاد والد ظريف إلى المنزل, وكان ظريف يجلس بجانب أبيه وهو منكس الرأس,أستغرب والده من هدوءه,فسأل أخوته :
-مالذي حل بظريف هل هو مريض..؟!
فقالوا بصوتٍ واحد:
- لقد كسر مزهرية المدخل بالكرة.
قطب جبينه وقال :
- ماذا كسر ..؟!
ثم نظر إلى أمه وقال:
-حقاً كسرها؟
- نعم كسرها,لكنه لم يكن يقصد ذلك.
هز رأسه وقال:
- هكذا إذاً , أخبريني,هل كان يصلي في المسجد..؟
وهل صلى الفجر اليوم، أم نام عنها..؟
- نعم...كان يحرص على أداء الصلاة في المسجد,ولم يتأخر عن صلاةٍ واحدة.
ألتفت إلى ظريف وابتسم وهز رأسه وقال :
- مادمت قد صليت يا بني فقد سامحتك .
ثم نظر إلى أبنائه وقال:
- المزهرية ثمينة ,ولم أكن لأسامح أحداً قد كسرها,لكنه كان يحافظ على الصلاة فحفظه الله من عقابي.





الْلِصْ




دخل ظريف وهو ممسكاً بيد أخيه مجد يجره حتى وقف أمام والداه وقال:

- أبي عاقب مجد,لقد أخبرته أكثر من مرة بأن لا يفتح الباب حتى يتأكد من الذي يطرقه,لكنه تجاهل ما قلت وفتح الباب سريعاً,ولم يسألني من أنا..!ثم رمق مجد وقال:

- ماذا لو كنت لص,ولست ظريف..؟!

ماذا كنت ستفعل..؟!

نكس مجد رأسه وقال:

- لن أفعل ذلك مرةً أخرى.

***

بينما كان مجد وبسمة يلعبون في فناء المنزل إذ بالباب يُطرق,فتسابقوا نحوه وكلاً منهما يريد أن يفتح هو الباب,ففتحت الباب بسمة,وهي تقول:

- سبقتك.

فإذا بالطارق امرأة تبدو قصيرة,وتمد يدها المبسوطة, تراجعت بسمة إلى الخلف ولم تنطق بحرف,فتقدم مجد وقال:

- ماذا تريدين..؟

فجثت المرأة على الأرض وأمسكت بقدم مجد وقالت:

- أرجوك,أرجوك,أرجوك.

نبضات قلب مجد ازدادت سرعة,والخوف جمد أطراف بسمة ,الصمت يملأ المكان إلا من صوت تلك المرأة,وهي لازالت ممسكة بقدم مجد,وكأنها لا تريد سوى قدمه.وبعد أن فعل بهم الخوف فعلته,وقفت المرأة ورفعت الخمار عن وجهها,فتفاجأ مجد وبسمة بأنه ظريف وليست امرأة,فأخذوا يضحكون ويبكون في آنٍ واحد,فقال لهم ظريف:

- ألم أقل لكم لا تفتحوا الباب حتى تعلموا من الذي خلفه..؟!

الْسِائِقُ الْمَاهِرْ




أتى والد ظريف قبيل الغروب,فسألته أم ظريف :

- هل أحضرت دوائي يا أبا ظريف..؟

- نعم أحضرته ولكنني نسيته في السيارة.

ثم التفت إلى ظريف وناوله مفتاح السيارة ,وقال:

- اذهب وأحضر دواء أمك من السيارة وأحكم إغلاق السيارة وعد بالمفتاح إلي.

قال ظريف وهو مبتهج:

- حسناً يا أبي كما تريد.

ذهب ظريف إلى السيارة فوجد أصدقائه أبناء الحي أمام البيت فأخذ يلوح بالمفتاح أمامهم متباهي بذلك,فاجتمعوا حوله يتوسلون إليه أن يأخذهم في جولة سريعة ويعود بسرعة قبل أن يشعر والده,فقال لهم بعد أن راقت له فكرتهم:

- حسناً...حسناً يا صغاري,سأذهب بكم فإذا لم تخبروا أحداً أبداً سآخذكم كل يوم في رحلة جديدة.

ركب أصدقائه ثم عادوا إلى المنزل وقبل أن يوقف سيارته خرجت ابنه جارهم سارة فوقعت على الأرض أمام السيارة,ذهل ظريف عندما رآها ملقاه على الأرض,فنزل من السيارة مسرعاً وترك المفتاح بداخلها ولم يغلق الباب,ودخل إلى البيت وهو يصرخ ويقول:

- والله يا أبي لن أعيدها,والله يا أبي لم أنتبه,هي المخطئة,والله يا أبي...

ودخل في نوبة بكاء شديدة.

والد ظريف لم يفهم مالذي يقوله,فخرج ليرى ما الأمر فوجد أصدقاء ظريف وسألهم عن الذي حدث,فقالت سارة:

- لقد ذهب بالسيارة وأخذ أخوتي معه ولما أردت أن أركب معهم قال لي"أنت فتاة صغيرة لن تذهبي معنا"وعندما عادوا كنت سأقف أمام السيارة ليتوقفوا لكنني تعثرت فوقعت فظن أنه قد صدمني بالسيارة..!

مدينة الألعاب


خرجت عائلة ظريف في نزهة إلى مدينة الألعاب,اشترى والد ظريف مجموعة من التذاكر وسلّمها ظريف وأمره بأن ينتبه لأخوته ولا يسمح لهم باللعب في الألعاب الخطرة بل يختار لهم ما يناسبهم و التفت إلى مجد وبسمة وقال:
- أطيعوا ظريف ولا تجادلوه.
وجلس هو وأم ظريف بعيداً عن الألعاب يحتسون القهوة ويتجاذبون أطراف الحديث.
ظريف أخذ أخوته الصغار وكلما وقف أمام واحدة قال:- هذه اللعبة خطرة,سألعب أنا ثم أبحث لكم عن لعبة تناسبكم.وهكذا حتى نفدت كل التذاكر التي معه,فعاد بأخوته إلى والديه ثم ذهب إلى الألعاب ووقف أمامها ,وبينما هو كذلك إذ بأحد الأولاد – سامر-يسأله:
- لماذا لا تلعب..؟
- لعبت بكل تذاكري.
ضحك الولد وقال:
- أنا لم أشتري ولا تذكرة واحدة,ولا زلت ألعب.
تعجب ظريف وقال :
- كيف تفعل ذلك..؟!
- أركب ثم أخبر مشغل الألعاب بأنني قد سلمته تذكرتي ولأن عدد الأطفال كبير لا ينتبه فيصدقني,تعال معي لترى كيف ألعب دون تذكرة.
ذهب ظريف مع سامر وركبا القطار ثم بدأ مشغل الألعاب بجمع التذاكر من الأطفال,فلما وصل إلى سامر أخبره بأنه قد سلم تذكرته وأقسم له بذلك,فتركه وذهب.لما رأى ذلك ظريف قال في نفسه:
- لن أقسم كذباً.
وقام ليخرج فناداه الرجل قائلاً:
- لا تنزل فإننا سنشغل القطار الآن.
- لكنني ليس معي تذكرة لألعب.ابتسم وقال:
- بسبب أمانتك,ستلعب هذه المرة بدون تذكرة.
***
أما سامر فقد افتضح أمره وأُستدعي والده فعاقبه.

قَطَعُ حَلْوَى



ما برح ذلك القلب يهدي قطع حبه على كل ذي روحٍ درج فوق أرضه,وكأنه يوزع قطع حلوى على أطفالٍ سُذّج فرحوا بها بدايةً ثم سرعان ما رشقوه بها لتقع طريحةً وقد علاها غبار إعياءٍ لصيق,لتفرح بها جماعات نملٍ أحمر فتخبئها في غياهب أوردةٍ غائرة,لتستدعيها ذات شتاءٍ نضب فيه الحب.
***
لمَ العبث بقطع الحلوى..؟!
ألا يُجدر تناولها,وإلا فالحفاظ عليها في صندوقٍ أجوف ذي أربعة غرفٍ لحين لحظة اشتهاء..؟!
***
عجيبٌ أمرهم,تُقدم لهم الحلوى على طبقٍ من إحساسٍ مرهف,لينأوا زعماً منهم بأنهم قد كبروا..!
***
ها قد نفدت قطع الحلوى,والشتاء صهر القطع المُخبئة, ولم يعد لها أثر سوى ذكرى كحبلِ مشنقة لُف على عنق تلك الأوردة.
***
والصغار يرفعون أيديهم يستجدون فتات حلوى..!
وأنّى لهم بحلوى..!

/
/
/
كل الجراح ستندمل..إلا جرح الشعور
فقلم أظافر حرفك قبل أن تصافحه ,وحاذر

كُتب بعد رُؤية قلبٍ يسارع في الخير لكل من يقابل,وبالغدر أصبح - ربما لم يبطن الشر لكنه - لم يعد يهتم ببذل الخير.




أَحْلَامٌ مَأسُورَةٌ


"قيد طيورك قبل أن تقودك إلى الجحيم"
قالها صديقه نادر, فرد عليه :
- سأطير مع أحلامي,وسأحلم مادام الحلم أمرٌ مباح.
*
تقلب وهو يصطلي بنار أشواقه,يطبق أجفانه وعينه عصّية لا تنام,وروحه تُجلد بسياط خوفٍ وإقدام.
نظر إلى حقائبه وجواز سفره,ثم أمسك مجلداً أخضر ذا ورقات صفراء حُفر عليها بأحرفٍ ذهبية مشعة كأن نورها نور شمسٍ لا تغيب,ضمه إلى صدره وقبله,ثم قال :
- هذه أغلى هدية حصلتُ عليها.
ذهب إلى المسجد وأخذ يملأ عينيه ويسجل في ذاكرته كل شيء,المحراب والفرش الحمراء المزركشة ,والرفوف الذهبية ومصاحف وكتيبات صغيرة وأد معها حيرته وأحزانه,وتلك الزاوية التي يهرب بمذكراته إليها من ضوضاء البيت,وجدران ساندت آماله وشحنت طموحاته.
*
أ خذ أمتعته وقبل رأسه والديه ويديهما,قالت أمه وهي تحاول أن تثنيه:
- بني ألازلت مُصِرٌ على الذهاب..؟!
طأطأ رأسه قليلاً ثم رفعه وقال:
- سأنهي دراستي هناك,وأعود سريعاً ,إن شاء الله.
ضمت يديه إلى صدرها وأخذت تقبلها وتبكي ,والده دفع بيدها وقال:
- سيعود إلينا وقد تعلم ما يفيد أمته,لا تدعيه يذهب وهو نادمُ على ما تسببه لك من ألم.
مسحت دمعاتها وقالت وهي تحاول أن تبرر موقفها :
- من سيطهو له طعامه..؟!
من سيعيد عليه غطاءه إذا تحرك وسقط عنه..؟!
وإذا أصيب بمكروه من سيساعده..؟!
نهرها أبو فهد وقال:
- الله خيرٌ وأبقى,هيا يا بني ,لا عليك من هذه العجوز,وربت على كتفيه وعقب :- كن خير سفيرٍ لأمتك هناك.
*
ركب الطائرة وأحلامه كسربِ طيورٍ يرافقه,جلس على المقعد المخصصِ له, تناول السماعة ووضعها على أذنيه,هو لا يريد غير سماع أحاديث روحه المنافحة,احتضن معطفه وقال:
- سأقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم في كل شيء,أمانته,صدقه,عدله,حسن خلقه...كل شيء,لأغير نظرتهم إلينا,إيه...لا يمكن أن تكون أمة نبيها نبي الرحمة الذي بُعث لإنقاذ الأرواح المستعبدة,تبيد الأرواح,لا يمكن..!
فبماذا يُفسر زيارته لجاره اليهودي,الذي كان يؤذيه أيُما أذى,فلما فقد أذاه سأل عنه فعلم بمرضه فزاره..؟!
وهكذا فقد وصلت طيورُ أحلامه هناك قبله وبدأت ببناء أعشاشها على القمم.
وبعد عشرين ساعة من السفر والتوقف بين المطارات الدولية,وصل فهد إلى "مطار دالاس واشنطن الدولي" ,كان منبهراً من الجمال الذي يراه,جدران بلورية لمبنى بدا له كأنه سطح سفينة زجاجية,حمل حقيبته على كتفه ووقف في طابورٍ طويلٍ لإكمال بقية الاجراءات .
وقف فهد أمام رجل الخطوط وناوله جواز سفره وهو يبتسم ,أومأ الرجل برأسه وتبسم وقال:
- Welcome, where are you from?
ابتسم فهد وراح يتحدث معه بثقة ,وسعادة غامرة في بدء أولى خطواته باتجاه الهدف. رجل الخطوط أخذ يتفحّص بنظره جواز سفر فهد وقد تسرب الخوف إلى كينونته ,إذ وجد اسم جده "Mohammad",فنادى رجل خطوط آخر ليرى أهو نفس الاسم الذي يهابونه.
*
وانتهى الأمر بطيور أحلام فهد بأن حُبست في قفص جوانتناموا,وما علم خزنته بأنهم الأولى بذلك القفص لا الطيور.

مَدَارَاتٌ مُحَلِقَةٌ



عبق انسكابات القمر تتخلل روحها العطرة ..متدثرة بالجمال .. مغردة تملأ الكون أنساً وبشراً......نظرت إلى الأفق وقد انسدلت آمالها كجدائل مشعة أمسكت بأطرافها...استنشقت عبق التحدي وزفرت الطهر و الإصرار.
جلست "صباح"على مقعدها في الصف ما قبل الأخير منصتة بهدوء, نظرها مشدود صوب الأستاذة ,تجمع أحرف متطايرة ثم تنثرها بتناغم على الطرس.توقفت الأستاذة بجانب "سمر"وخزتها بعينها قائلة:- برغم كل ما قلت لم تفهمي..!ثم قالت بخنق:- غبية..!بكى قلب صباح بألمٍ شديد وفاضت دمعاتٍ ترقرقت منسابة على وجنتيها وهطلت على مذكرة صباح فعانقة الحبر وتفشَّيَا سوياً على الورق وقد طغت زُرقة المِداد فبعثرت الأحرف و تغير لون الورق.
*
صباح لا تريد جليساً إلا من يمتلك مثل طموحاتها وإن لم تجد فتكتفي به ,تحاكي آمالها ,تنسج من الأيام حلماً بدأ يتحقق, تميل إلى العزلة كي لا يحب طموحها الركود أو تنتاب همتها الكسل,إلا أن طهر روحها أبى إلا أن يفيض على سمر,اقتربت صباح من سمر وهمست بإذنها قائلة:- أنت ذكية,فقط ثقي بنفسك.رمقتها سمر بعينيها و قالت:- أعلم أنني أذكى منكِ.ابتسمت صباح وأدركت بأن عليها أن تقتلع الشر من داخلها,لتنمو بذرة الخير,فتدلى أغصانها مظللة كل حي.

*
فغدت تقترب منها شيئاً فشيئاً,متأهبة كما يفعل القنّاص عندما يراقب فريسته,و التصقت بـ سمر ,تريد أن تفعل ما يضيء روحها, وسمر قد نَزا بها الشر, فدار صراع بين ظلمة ونور انتهى بانطفاء النور,وليس ثمة مصباح يضيء ما انطفأ...!