الاثنين، أكتوبر 20، 2008
الْإِسْتِخْدَامُ الْأَمْثَلُ لِلْتكْنوُلُوجِيَا..!
الخميس، أكتوبر 16، 2008
صُورَةٌ "أَظُنْهُا سَتَبْقَى عَالِقَةٌ مَا حَيِيتُ"
"قطعن قلبي"
تساءلت عن ماذا يتحدثن,فقالت لي إحداهن:
"فتاة سعودية تعمل هنا , ولم نكن بحاجة لها لكن رأفةً بحالها وأختها,حيث تعمل الكبيرة كـ"عاملة نظافة" وتحضر أختها التي تدرس في الثانوية معها هنا لتعودان سوياً....
فإذ بهما تأتيان تساءلت الكبيرة "وقد كانت شابة في مقتبل العمر أظنها جامعية" قائلة:
"أأغسل دورة المياة؟ "
نكست "صاحبة المركز" رأسها متألمة ثم رفعته وقالت:
"أأنهيتي ترتيب الغرف؟"
أجابت بنعم,فقالت لها :
" إذاً هناك من سيقوم بذلك,اجلسي معنا "
*
لم تكتمل لدي معالم القصة بوضوح,لكنني لم أتخيل أن يوجد أحدٌ ما بهذه الفاقة في "مملكتنا الحبيبة".
أنا على يقينٍ تام بأن ولاة الأمر لا يعلمون عنهما شيئاً,كما حدث لتلك الأحياء الفقيرة التي زارها الملك -حفظه الله لنا ولجميع المسلمين- بنفسه,ثم تبرع لهم بما يكفل لهم حياةً كريمة, أظن بأن الحاجة ماسة لوجود من يحرص على نقل حال أولئك للمسئولين للأخذ بأيديهم وإعانتهم في تسهيل "ضمهم " للضمان الاجتماعي أو لمساعدتهم في تحصيل وظيفةٍ تُناسب إمكانياتهم وتحقق لهم "الكفاف", وأظن بأن "عمدة الحي" هو من يستطيع نقل هذه الصورة,ولكن بعد أن يُعاد التقنين والتنظيم لهذا الدور.
أقترح أن يتم إنشاء مكتب متكامل للعمدة في كل حي وتتوسع مسؤولياته لتشمل أكثر من فك النزاعات والتوقيع على الأوراق,ليضم عدد من الموظفين,وتكون مسؤولياته كما يلي:
· حصر عدد المواطنين والمقيمين الذين ينتمون لذلك الحي,وتدوين كل المعلومات عنهم كـ"تعداد سكاني مصغر" يعتمد عليه التعداد السكاني الشامل.
· إرسال تقارير تشمل تلك المعلومات للجهات المختصة بكل ما يحتاجة الحي من توسيع أو إنشاء مباني حكومية جديدة"كالمستوصفات والمدارس" من ومتابعة التطورات التي قد تطرأ عليها.
· بعد الإحاطة بأحوال سكان الحي,يتم إرسال تقارير للجهات المختصة عن "المرضى والأيتام والأرامل " الذين قد يحتاجون لمزيد من الدعم الحكومي.
· تخصيص غرفة كـ"سجن مصغر" للأطفال الذين قد يشتكي منهم سكان الحي,ليغلق عليه ساعة أو حتى بضع دقائق كـ"رادعٍ" لهم.
الاثنين، أكتوبر 13، 2008
لِنُحَافِظْ عَلَى مَا بِحَوزَتِنَا
أسراب تساؤلاتٍ تسابقت لتحط على جميعها عل ساحل فكري...
أي تفكير يسيطر على ذوي النعم إبان امتلاكهم لها..؟!
وأي كائنٍ ذلك الذي يتعامل معهم أيّام سطوتهم..؟!
وأي قلبٍ احتواهم بصدق آنذاك..؟!
وأي إحساس ذاك الذي يغمرهم..؟!
وهل وضعوا مستقبلاً – قد تعبث به رياح القدر بما قدموا- ينتظرهم نصب أعينهم..؟!
وهل نحتاج لانكسارٍ بسلب النعم منا لكي ندرك معنى شكر النعم,ونستشعر بصدق"من تواضع لله رفعه"
ياااااه يا قدر...!
مؤلم ذاك المصير...الذي آل إليه أولئك...مؤلم.
أحدهم شاهدته على شاشة التلفاز,كان - رجلاً غُر بنفسه – يتحدث مع المذيع بتعالي حتى أنه دفع باشمئزاز أحدهم عندما هم بتقبيله.
ثم بعدها بعدة أشهر رأيته طريحاً يبكي بنشيجٍ حارق,لأنه سُلب عافيته بحادثٍ مميت.
؛
أخرى كانت مغترة بكل ما حازته من نعمٍ – ربما لم تظن أنها ستفقدها يوماً ما- ولم ترخي طرفاً لمن سُلب تلك النعم التي حازتها,حتى سُلبتها هي الأخرى.
؛
بل شعوب كان أجدادنا يشدون الرحال إليهم طلباً للرزق,والآن – بما أسلفوا- يشدون الرحال إلينا طلباً للرزق..!
دول كانت ترفل في النعيم " غناء وعزةً وإباء ",والآن تحت أنقاض الكفاف ..!
؛
قصص كثيرة لـ "هو و هي" حلّقوا عالياً كـ "كاسر كِبرٍ" ,ثم خر مكسوراً على راحة القدر
؛
لماذا نحتاج لهزةٍ عنيفة لنتذكر بأن ما بحوزتنا من نعم – عاريَّة منَّ بها الله علينا – تزول إن لم نحافظ عليها بالشكر..؟!
"اللهم إنا نسألك شكر النعمة ونعوذ بك من كفرها"
السبت، أكتوبر 11، 2008
دُرْوِيشٌ و الْقَصِيْمِي
الاثنين، سبتمبر 29، 2008
عَلى أعْتابِ لَوْعةْ
الأربعاء، سبتمبر 24، 2008
لِأَجْلِكَ وَطَنِي...
.
لأجلك يا وطن سأترك باحات المساجد في شهر العتق,لأشدو بحبك.
لأجلك سأغني بأهازيج النصر والولاء...والفداء لك,وسأذرف دمعي مدراراً كنشوة فرحٍ بعيدك.
ولأجلك فقط سأرفع أكف صوتي عالياً بـ "سارعي للمجد والعلياء" .
وسأرمي بـ"شماغ" انتمائي إليك خلفي,لأتمايل بخصلاتي الخضراء فخراً بك.
لأجلك وطني سأجعل "قلعتي السيارة" خريطةً خضراء,ترفرف على قمتها رايتك.
وسأتسلق أسوار المدرسة,وأهجر الجامعة..."لأجلك"...ثم أهيم بعدها على جنبات قلبك,أبحث عن أوردةٍ أخدمك فيها.
.
.
.
وطني أيرضيك أن أتسربل الأخضر وأرفع علمك عالياً بيديّ وألوّح به طوال يومك الوطني وإن تعبت يديّ..؟!
أم تحب أن أرفع أكف الضراعة "أسأل المولى دوام تقدمك"ثم أسعى جاهداً لجعل علمك يرفرف عالياً على مدى الأيام بعلمي وعملي..؟!
23 - 9 -1429 هـ
.
.
الأحد، سبتمبر 07، 2008
زِلْزَالُ أَمَلٍ
الجمعة، سبتمبر 05، 2008
وَفَاءُ حُلْمْ
يا لروعة الحلم كلما سطع كشمسٍ تصر أن تتمركز في قلب السماء برغم السحاب وعبث الضباب ,فيشهد الكون كله حضورها.
يا لهيبته عندما يختال شامخاً يهشم بأقدام إصراره عوائق تبطن أرض المسير نحو واقعٍ ينشده.
ذاك الحلم مطيتنا في هذه الحياة,علّه ينيخ بنا على أرض صلبة لا تتهاوى إذا ما حملتنا لتلفظنا أشلاء في حضن الحلم الآفل.
أحلامٌ إذا ما تحقق أحدها تطاول الفرح بداخل جوانحٍ قصيرة.
تُرى أكان الفرح به أجبن من أن ينتصر على هاجس زواله..؟!
أم أنه أقسى من أن تُلينه الأيام..؟!
تُرى أبقي للحلمِ فرحٍ وهو بين مطرقة الزوال وسندان اللاحقيقة..؟!
أم أنه يختبئ في ردهات قلبٍ صغير تحسباً كي لا ينكفئ به الحلم..؟!
وأي حلمٍ سيحيى إذا ما مرت سكين الواقع بهدوءٍ ماكر على عنقه الصغير..؟!
ولمَ يتكالب الكل لمصادرته رغماً عنه,فيموت كمداً إن لم يكون قتيلاً..؟!
تُرى أهناك حلم,خلف تلك الآطام,وتلك الزوايا..؟!
و أي حلمٍ يراودني ويراودهم هذه الأيام..؟!
أهو حلم قبولٍ أم حلمُ عيد...؟!
الخميس، سبتمبر 04، 2008
طَلَبّْتُكَ...يَا قَمَرْ!!!
/
/
الأربعاء، سبتمبر 03، 2008
بِدَايَاتِي
في البداية طلبت رأي إحدى السابقات لي في هذا المجال,فكان ردها لي "ليس كل من أراد فعل"
أظنها قد نست بأن الفعل مبدأه إرادة.
بعدها اتخذت طريقةً أخرى,فتجردت من كل ما أملك من معرفة في هذا المجال, قسوت على قلمي خلالها,فعندما يجد الثناء أقنعه بأن ذلك لم يكن سوى مجاملة ليس إلا...
ومع ذلك فقد كنت وفيةً معه عندما يجد غير ذلك, فأدافع عنه ببسالة.
عرّضت أكسد ما قد خطه قلمي لسوق النقاد,علّ قلمي يرتوي بما قد يزيده نضجاً,وليبذل مزيداً من الجهد في العلم والتعلم.
والآن وقد نضج القلم وأدرك أسرار طريقه,أصبح يرنو إلى رحلةٍ فسيحةٍ على ضفاف كتاب.
الأحد، أغسطس 31، 2008
رَسَاْلَةُ حُبٍّ
عِنْدَمَا خَذَلْتُ حَبِيّبِيَّ
وَهُوَ مَنْ يَسْتَحِقُ الحُبَّ...عَنْدَمَا يَغْدُرُ بِنَا كُلُ حَبِيّب؛
هُوَ أَعْذَبُ الحُبّ..عِنْدَمَا نَشْدُو بِهِ لَحْنَاً؛وهُوَ بِكُلِ أَسَفْ إِدَانَةٌ عَلَيّنَا بِالخُذْلَانِ؛
هَذِهِ خَاطِرةَ كَتَبْتُهَا عَنْ الرُسُوُمِ الدِنَمَاركَيةِ المُسَيئةُ لِلحَبِيّب مُحَمّد صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وسَلّم؛عَلّ القٌلَمَ يُجيدُ صِياغَةَ عُذْرَي؛
/
/
/
خَذَلّتُهُ كَعَادَتِي!!!
ولَمْ يَكُنْ يَسْتَحِقُ مِنِي الخُذْلَان!!!
تَعِبَ مِنْ أَجْلِّي...حَمِلَ هَمِّي ...وأَسْهَبَ فِي نُصْحِي....وأَخَذَ بِيَدِي... ووَضَعَنِي عَلَى الطَرِيْقِ..... وقَاَلَ...لَنْ تَضَيعِي إَنْ أَطَعّتِ أَمْرِي؛فَكُل أَوْرَاقِي... وحِبْرُ أَقْلَامِي....لَنْ يُطِيْقَا ذِكْرُ أَفْضَالُهُ عَلَيَّ...ولَكِنْ مَا أُطِيْقُ قَوْلَهُ ...كَيْفَ كَانَ شُكّرِي لَهُُ؛سَأَحْكِي لَكُمْ ...عَلَّ القَلَمُ ...يُجِيْدُ صِيَاغَةَ عُذْرِي :فِي خِضّمِ حَيَاتِي المَلِيْئَةَ بِالأَحْدَاثِ...وبِكُلِ مَا يُشْغِلُنِيّ عَنْ تَذَكُرِ اسْمِيّ ....لَمْ أُخْبِر أَطْفَالَ كَوْكَبِيّ بِأَهَمِيَتَهُ لَدَيَّ؛لَمْ أُخْبِرَهُمْ بِأَيِّ فَضْلٍ مِنْ أَفْضَالِهِ....لَمْ أُخْبِرَهُمْ بِأَيِّ شَيٍّء عَنْه ....فَقَط يَعْرِفُونَ اسْمَهُ....لَمْ يَرَوهُ ...أَوْ حَتّى يَعْرِفُواْ وَصْفَهُ؛فَمَاذَاْ فَعَلُواْ بِهِ؟!هَمَّشُوه ....سَخِرُواْ مِنْهُ ....لَمْ يَحْتَرِمُوْهُ....تَجَرَؤُا ْ عَلَيْهِ....بِمَرْأَى ومَسّمَعٍ مِنِي!!!
خَمَنُواْ لَهُ شَكْلاً صَاغَتْهُ عُقُولُهُمُ الصَغِيْرَةُ....ورَسَمَتْهُ أَيْدِيِهِم ....ومَا الذِيّ فَعَلْتَ ؟؟
لَمْ أَفَعَلَ أَيَّ شَيء!!!
فَأَنَا لاْ أُجِيْدُ مُخَاطَبَةَ الأَطْفَالِ...ولَاْ أَقْوَى عَلَى تَوْبِيْخِهِمْ...وتَوْبِيــخُ الطِفْلِ يَزِيْدُهُ عِنَاداً!!!
حَاوَلّتُ اسكاتَهم...و أَظْهَرْتُ غضبي....ولَمْ يَعْبَئُواْ بِيّ ....حدَّثتهم بِهُدُوْءٍ ....ولَمْ يُعِيْرُواْ كَلَامِيَّ أَيَّ اهْتِمَامٍ...فَقَدْ أَصْبَحَ تَجَرُؤُهُمْ عَلَيْهُ أفضلَ مَا يَتَسَلّوُنَ بِهِ!!!
وأَنْا أَحْتَرِقُ أَلَمَاً...فَضَعْفِيّ يُكَبِلُنِيّ!!!
مَنَعْتُ عَنْهُمُ الحَلّوَى ...والحَلّوَى أَحَبُّ مَا لَدَيْهِمْ!!!
فَكَأَنَهُمْ أحسَّوا بِشَنَاعَةِ صَنِيْعِهِمْ ...فَارْتَاحَتْ سريرتي...و هَدَأَتْ نَفْسِي ...وتَنَفَسْتُ الصّعَدَاءَ !!!
ولَاْ أُخْفِيْكُمْ سِرَاً...فَلَقَدْ تَرَاقَصَ قلبي فَرَحَاً بِمَا حَدَثَ ...فَأَنَا مِنْ الضَعْفِ لَاْ أَمْلِكُ سِوَى الحَلّوَى أُسَاوِمُهُمْ بِهَا!!!
لَكِنَنِيّ كُنْتُ كَأُمٍ حَنُونٍ لِهَؤُلَاءِ الأَطْفَالِ...فَقَدْ كَافَأْتُهُمْ عَلَى التزامِهِمالأَدَبَ تِجَاهُهُ بِأَنْ ضِاعَفْتُ لَهُمْ الحَلّوَى؛ويَا لِلْأَسَف...!!
فَقَدْ عَادُواْ لِأَسْوَأِ مِمَا كَانُواْ عَلَيْهِ!!!
فَمَاذَاْ فَعْلّتُ ....؟؟
عُدّتُ مِنْ جَدِيْدٍ ومَنَعْتُ الحَلّوَى ....ولَكِنْ هَذِهِ المَرَةِ لَمْ يِعُدْ يُهِمُهُمْ الأَمْرَ ....ولَمْ يُبَالُواْ بِيَّ !!!
فَقَدْ أَشْعَرْتُهُمْ بِأَنَنِيّ لَمْ أَغْضَبْ كََثِيْرَاً ..لِأَنَنِيَّ سُرْعَانَ مَا رَضِيْت!!!
فَهَلْ هُوَ خَطَأٌ مِنْهُم ...أَوْ خَطَأٌ مِنِيّ ...؟
/
/
/
مُلاحَظة:أُشِيرُ بالحَلّوَى لِمُقَاطَعَةِ المُنْتَجَات الدِنَمَارْكِيّة
صُورَةٌ شَوهَاءُ لِلْقَمَرْ
صورة الشمس وهي تحتضن ذلك البيت الخشبي المعتق وتغسله بضيائها فيندلق متزحلقاً على سقف البيت الخارجي ليرتمي على مروج الريف ,وأخرى للصغار وهم يسبحون في بحر أعشابٍ يموّجها النسيم,ويتقافزون على أشجار البلوط الباسقة بغرورٍ على تلٍ مخضبٍ بالجمال, ويتراشقون بماء النبع ويضحكون..
صورٌ شتى تكاثفت في ذاكرة عطيفة لتهطل دموعها مدراراً كأمطارٍ استوائية.
غادرت عطيفة بلدتها الأعجمية مع أفراد عائلتها الذين أرادوا أن ينزوا كخليةٍ في جسدٍ كبير.
تتمدد الصور في ذاكرتها المشرعة لتملأ مآقيها حنين,ثم تنكمش طاوية معها بعضُ من شوقٍ لذلك المكان.
قالت لوالدها ذات تمدد:
- أرض الغربة يا أبي أرضٌ شائكة,إن نجونا من وخزاتها مرة,فلن يكون ذلك كل مرة.
تبسم والدها وهو يعضُّ على نوى ضجّ به قلبه حنيناً لبلده و أهله,وقال:
- بنيتي الغربة غربة روحٍ,يتقلب فيها القلب بين أشواك وحدته.
صمت برهة جال خلالها بنظره على المساحات والجبال الخضراء التي كانت كمشاجبٍ عُلقت عليها الغيوم ولا تكاد تغادرها,ثم استجمع أحرفه ليُضاءل تلك الصور في عينيه,واستطرد قائلاً:
- هنا نلهث خلف صوتٍ لأذان وصورةٍ لهلال نُداري حياة أرواحنا,نستميت لأجلها,لكن هناك ستُغمر أرواحنا ببحر صدقٍ وإخاء لا ينضب,حينها سننضو أسمال الغربة,غربة الروح يا ابنتي.
أمسكت تلك الكلمات بخطام فكرها ,فأحبت ذاك الجسد,وأدركت بأن روحها آن لها أن تشرئب,آن لها أن تركن إلى الأنس ,أطرقت ملياً ومسحت حبيباتٍ متناثرة أسفل عينيها,ثم قالت:
- محق يا أبي,ما قيمة المكان إلا بأهله,وأين ستجد الروح سعادتها ما لم تجد أرواحاً مآلفة لها..؟!
***
أناخت بهم الأيام على قارعة السعادة التي انسابت مع عروقهم لتدفع بقوةٍ كل غربة وحيرة متخثرة في طريقها,الأب عمل بنّاءاً والأم كانت تجيد الحياكة فامتهنت بها ,الصغار ألحقوهم بالمدارس أما عطيفة فكانت تعين والدتها على أعمالها وتوصل المنسوجات إلى أصحابها.
***
عطيفة ترتدي عباءةً سوداء على أحد جانبيها رُتَقٌ حمراء,وتلف حول رأسها خماراً أبيضاً بالي الأطراف ,تحمل كيساً يحوي منسوجاتٍ تمت حياكتها,توقفت برهة أمام مبنى مهيب,يتوافد إليه نساء كبيرات وفتياتٍ وعددٍ كبير من الصغيرات بعضهن يمسك كتاباً كم تمنت لو أنها تقرأه كله.
بينما هي عائدة إلى المنزل قادتها أشواقها دون أن تشعر لتدخل المبنى ,فدارت في دهاليزٍ كثيرة,وما إن تلتقي بعددٍ منهن حتى تتراجع خجلاً دون أن تنبس بكلمةٍ واحدة,فإذ بها ترى إحداهن تجلس على مكتبٍ زجاجي وحدها,تقدمت نحوها عطيفة مبتسمة وقد تعانقت أسارير الفرح بداخلها بلقيا أرواحٍ تماثلها ,وكأخٍ شقيق توقع سرور أهله بمجيئه بعد غيابٍ طويل توقعت عطيفة فرح تلك برؤيتها, ألقت السلام وتعلوها ابتسامة قمرٍ رقيقة تشي بما يجول بخلدها,المرأة مذ رأتها قطبت جبينها وردت نصف السلام,جلست عطيفة على الكرسي وقالت بعربيةٍ مكسرة:
- أريد أن ألتحق هنا.
رمقتها ثم صعّرت خدها وقالت بتبرمٍ وسخرية:
- لا,لا يمكن ذلك,ربما لاحقاً.
ألحّت عطيفة عليها,فنهرتها باستعلاء:
- اخرجي..اخرجي قلت لا يمكن,هيّا اخرجي.
خرجت عطيفة بنظراتٍ وحالةٍ مناقضة تماماً للتي ولجت بها.
***
صورة القمر مكتملاً على سطح نهرٍ عذب,فإذ ببطٍ عابث يرمي بنفسه على السطح,فتتبعثر قطع القمر الأغر,ويتوارى بعض أشلاءه خلف ظله ,هكذا أصبحت صورة الجسد الذي تركت عطيفة وعائلتها بلدتهم الساحرة لأجله.
وسيظل قمراً.
الْوَصِيةْ
- السلام عليكم يا أمي الحبيبة.
وقبل رأسها وقال:
- أمي أنا جائع أين الطعام؟
- حسناً يا بني أغسل يديك,بينما أحضر الطعام.
- بسرعة,بسرعة يا أمي أنا جائع .
ذهب ليغسل يديه وجلس على المائدة ينتظر,جلس الجميع على المائدة,وبعدما تناولوا الطعام قال والد ظريف:
- أنا سأسافر اليوم لظروف عملي,وسأغيب يومين,لا تتعبوا أمكم.
ونظر إلى أكبر أبناءه ظريف وقال :
- أنت يا ظريف رجل البيت في غيابي.
رفع ظريف رأسه مبتسماً وقال:
- نعم يا أبي,أنا رجلٌ أعجبك,سافر ولا تقلق.
* * *
سافر والد ظريف,وأصبح ظريف هو الآمر الناهي على إخوته الصغار,لا يسمح لهم باللعب في المنزل,وعندما يلعبون في الفناء يأمرهم بالهدوء كي لا يزعجوا الجيران,يقول :
-العبوا بصمت أو سأخبر أبي ليوبخكم جميعاً.
قال له مجد :
- أريد أن ألعب معك بالكرة.
- لا الكرة تصدر أصوات مزعجة,وقد تكسر النوافذ,لا يا أخي الصغير لا لن تلعب مادمتُ أنا المسئول.
جلس أخوته الصغار مرغمين ينظرون إلى ظريف وهو يلعب بالكرة,ويستعرض بها أمامهم ثم قال:
-أنظروا سأرفع الكرة عالياً سأجعلها تقترب من السماء.
وركل الكرة بقوة إلى الأعلى ثم سقطت سريعاً وارتطمت بالمزهرية الكبيرة التي في مدخل البيت فتدحرجت ووقعت في الفناء و تكسرت.
عاد والد ظريف إلى المنزل, وكان ظريف يجلس بجانب أبيه وهو منكس الرأس,أستغرب والده من هدوءه,فسأل أخوته :
-مالذي حل بظريف هل هو مريض..؟!
فقالوا بصوتٍ واحد:
- لقد كسر مزهرية المدخل بالكرة.
قطب جبينه وقال :
- ماذا كسر ..؟!
ثم نظر إلى أمه وقال:
-حقاً كسرها؟
- نعم كسرها,لكنه لم يكن يقصد ذلك.
هز رأسه وقال:
- هكذا إذاً , أخبريني,هل كان يصلي في المسجد..؟
وهل صلى الفجر اليوم، أم نام عنها..؟
- نعم...كان يحرص على أداء الصلاة في المسجد,ولم يتأخر عن صلاةٍ واحدة.
ألتفت إلى ظريف وابتسم وهز رأسه وقال :
- مادمت قد صليت يا بني فقد سامحتك .
ثم نظر إلى أبنائه وقال:
- المزهرية ثمينة ,ولم أكن لأسامح أحداً قد كسرها,لكنه كان يحافظ على الصلاة فحفظه الله من عقابي.
الْلِصْ
الْسِائِقُ الْمَاهِرْ
مدينة الألعاب
قَطَعُ حَلْوَى
ما برح ذلك القلب يهدي قطع حبه على كل ذي روحٍ درج فوق أرضه,وكأنه يوزع قطع حلوى على أطفالٍ سُذّج فرحوا بها بدايةً ثم سرعان ما رشقوه بها لتقع طريحةً وقد علاها غبار إعياءٍ لصيق,لتفرح بها جماعات نملٍ أحمر فتخبئها في غياهب أوردةٍ غائرة,لتستدعيها ذات شتاءٍ نضب فيه الحب.
***
لمَ العبث بقطع الحلوى..؟!
ألا يُجدر تناولها,وإلا فالحفاظ عليها في صندوقٍ أجوف ذي أربعة غرفٍ لحين لحظة اشتهاء..؟!
***
عجيبٌ أمرهم,تُقدم لهم الحلوى على طبقٍ من إحساسٍ مرهف,لينأوا زعماً منهم بأنهم قد كبروا..!
***
ها قد نفدت قطع الحلوى,والشتاء صهر القطع المُخبئة, ولم يعد لها أثر سوى ذكرى كحبلِ مشنقة لُف على عنق تلك الأوردة.
***
والصغار يرفعون أيديهم يستجدون فتات حلوى..!
وأنّى لهم بحلوى..!
/
كل الجراح ستندمل..إلا جرح الشعور
فقلم أظافر حرفك قبل أن تصافحه ,وحاذر
كُتب بعد رُؤية قلبٍ يسارع في الخير لكل من يقابل,وبالغدر أصبح - ربما لم يبطن الشر لكنه - لم يعد يهتم ببذل الخير.
أَحْلَامٌ مَأسُورَةٌ
ذهب إلى المسجد وأخذ يملأ عينيه ويسجل في ذاكرته كل شيء,المحراب والفرش الحمراء المزركشة ,والرفوف الذهبية ومصاحف وكتيبات صغيرة وأد معها حيرته وأحزانه,وتلك الزاوية التي يهرب بمذكراته إليها من ضوضاء البيت,وجدران ساندت آماله وشحنت طموحاته.