الجمعة، يناير 22، 2010

ولتحكموا الأصفاد..!



لم تكن المشاعر إلا كعصفورٍ حُبس عنوةً في قفصٍ عظميّ , عبثاً يحاول الفرار , يدلي رأسه...أطرافه... ليبدو للعيان بعضه...ما لم يكن كله..!

"عصفوري جريح..!"

مذ عرفتني وما أنا سوى روح كرتونية تتخمها شرائط بلاستيكية , مليئة بتجاويفَ دائرية مسقوفة بقصديرٍ مخضبٍ بدميّ , منتظمة في صفين متحاذيين , في كل تجويفٍ " كنت أنا ", قرص معد وفق أدق التقنيات لتهصير فلولٍ كيميائيةٍ تشكلني..!
قابعة هناك لحين تدفعني فيضاناتِ ماءٍ تصهرني بالداخل...تذيبني , فأتشتت " كلي " بين مساربَ تنداح بي..!
دورة الموت هي...كدورة الأرض حول الكرة الملتهبة وفصولها الأربعة , غير أنها كل أربعٍ وعشرين ساعة,وليس لها سوى فصلين : فصلُ صقيعٍ قارص في تجويفٍ " آهيّ "..!,وفصلُ سمومٍ رطبٍ يحرقني في جوفها..!
وها قد أصبحتُ عكازاً فاخراً تتكئ الروحُ عليه بثقلها,ولا انكسر أو انكسر..!
عيب كسوري لا تجبرها جبيرة..!,ولا تبدو للناظر كثيراً فمازلت أحتفظ بحفنةِ ضماداتٍ قوميةٍ عتيقةٍ قوامها " هذه هي الدنيا...!
"تتهاوى " الآه " لترتطم بي ,كما تنهال كف طفلٍ صغيرٍ على كرة صلصالٍ تلاعب بها بين يديه ثم أطبق عليها بعنفٍ بين كفيه..!
ولست أدري ما السر في صرامة مكينة التفكير عليَّ كلما فكرت بالأمس أو الغد, لتقطع إرسالها فجأة هكذا..؟!
أترمي إلى التنكيل بي..؟!
أو لعلها تستفز مكامن التركيز – في لحظتي- لديَّ..؟!
صارمة هي حد التحجر المتوعد لي , ولست أملك سوى التتبع الموارب لرضاها..!
وليتها ترضى..!

أنا...وليكن الطوفان من بعدي




ثَمة مشاعر شاردة,تتسكع في جوانح أحاسيس مهترئة...تحارُ إلى أين تنتهي..؟!

وتهذي بأهزوجة الصدق والإيثار.

/

/

تُرى أين أضحى الحب النقي..؟!

أهو في قلبٍ صُقل بالغدرِ,واستوى تحت لهيب اضطرام روحٍ مكلومة..؟!

أو أنه في بصيصِ مصلحةٍ,سُرعان ما يخبو..؟!

أم أن النقاء بات من العصر القديم..؟!

عصرٌ لم نعشه,أو لن نعيشه.

/

/

وتلك...تلك الآبقة...أين تأوي..؟!

أتعود أدراجها مُنهزمة..؟!

أم تحوم في دوامة التلاشي..؟!

فكأنها لم تكن.

/

/

تُرى إلى متى و تلك الأنا الطاغية تطارد حِفنة المشاعرِ الآيلة للزوال..؟!

أتريد زوالها,لتكون الحياة لها وحدها..؟!

أم تريد زوالها..؟!

/

/

تُرى أ هذه الحياة كُفأً لأن نضحي بالباقي لأجلها,ولأجل الأنا..؟!