الأحد، سبتمبر 07، 2008

زِلْزَالُ أَمَلٍ





اعتدت عقوقك يا صغيريَّ الكبير,اعتدت عبثك وإخوتك بخصلات أمنياتي المِحْواليةِ العتِيّة .
وأدمنت أن أحتسي خيبتي رشفةً...رشفة .!
حملكم وفصالكم دهراً...عمراً..؟!
أطعمتكم – خلالها- بمنقار صبري,طعاماً غلّفته بإخلاصٍ,وظللت أجمع أعواد أملٍ أبني بها عشاً يمنحكم الدفء ريثما تكبرون,ريثما ينمو لكم ريشاً تطيرون به عالياً نحو الأفق,حيث أنتم.
وكلما ثملت بكم مآربي أخرجتكم في رحلة استجمام على مروج الخيال الطلق,تمرحون على سفوح الذاكرة,وتتقافزون حولي كصغار طائرٍ حزينٍ يُلقِّن صغاره التحليق وهو مُوقِنٌ بأنهم إما يحلقون بعيداً حيث لا يراهم,أو لا يحلقون.!
دائماً تخذلون فرحتي بكم..دائماً,أيقنت بعدها أنكم مازلتم صغاراً...صغاراً حيث لا تدركون معنى الصدق في الولوج في أعماق عالمي المُنتظر لهطولكم علّ مرابع الأمل تُزهر.
الجميع قد أوقدوا لي شفاههم شموع فرحٍ,فإذ ببعضها يكاد يعانقني فرحاً بكم,وأخرى موشية بغبطةٍ يبطنها أسى بفرحي بكم ..!
أهيم بفكري,أخاطبهم بصمتٍ :"هوينكم..هوينكم..أفرحوا بهدوءٍ ,مثلي تماماً,وأنتم كفوا عن الأسى,فصغاري هكذا دوماً كإبرةٍ تغوص أغوار البحار,ثم تخرج وقد بللتني بفرحٍ سرعان ما يجف..! "
ولأنني اعتدت عقوقكم,أردت أن أحتفي بكم,عبثاً آمل أن تكبروا يوماً ما,آمل أن تبروا بي ولو سهواً ,أو لعلي أسخر بكم كما تسخرون بي,ولأحيى لحظة الفرح بكم كما هي قبل أن تغشى فرحتي خيبة..!
لكن ما ذنب أولئك اللذين منحوني خميلة سعادتهم بي لأجلكم,ثم سرعان ما أرشقهم بها إذ عققتموني..!
واسوأتاه يا صغاري,تعرّى صبري أمام أساهم لأجلي,وخار جلدي..!
أتهزؤون بي,وأنا من سعى بكم ولأجلكم..؟!
- أمل,ما بالكِ..؟!
أين ترفلين..؟!
وبمن تفكرين..؟!
تعجز الكلمات عن وصفي,فبؤسٌ تلبّسني يكفي للرد عليها,تحشرجت العبارات في صوتي,وقُضم أطراف حرفي..
- لا..لا..شيء...ربما سيكبرون..
- من هم..؟!
يا الله...هي لا تعرف صغاري,على الرغم من أنها ترقُبهم,وقد داهمها بؤسٌ مقيت عندما رأت تمردهم وانقلابهم علي.
أكره نظرات العطف التي تود أن تسربلني بأسمال الرضا والخنوع.
- لا...لا أحد..أقصد لا أحد..
- إذاً ما بكِ..؟!
أخذت نفساً عميقاً,أدخلت به هواء نقياً عله ينفض غبار يأسٍ أعيا صغاري,وجمعت شتات ابتسامةٍ مشردة,طوقت بها وجهي عله ينتشي بأملٍ "كاسمي",فلا شيء سواي يملكني,ولا شيء سواي يربي صغاري على حبي وبري.
- لا شيء يا ضحى,سوى أملاً اعتاد أن يزلزل قلبي قبل أن يستوي على سوقه.

هناك 3 تعليقات:

Mohamed يقول...

ابنت العم

قد يكون ولوجي تطفل او عنصريه

لاكني وجدت تصويرا ينساب الي القلب هنا

فابت اناملي الا التوقيع والتصريح

بان حرفك لايجارى..

دام وهجك

محمد

ريم بنت عبدالله يقول...

القاصة المتألقة : حصة الحربي

أولا : مبارك المدونة .. ونوّر البلوج بحروفك الجميلة :)

وثم : يعجبني في سردك التركيز على المعنى والمبنى معاً .. دائما أقرأ فيما أقرأ اختلال بعض النصوص بإجتماعهما أو ركاكتهما بنقص أحدهما
لكنك أبدعتِ بحق هنا ..
راقني جدا من وصفك الساحر :

فصغاري هكذا دوماً كإبرةٍ تغوص أغوار البحار,ثم تخرج وقد بللتني بفرحٍ سرعان ما يجف..!

واسوأتاه يا صغاري,تعرّى صبري

أتابعك بشغف فانثري عذب حروفك

حصة الحربي يقول...

.
.
الأستاذ القدير محمد
أشكرك على مرورك الكريم واطراءك على حرفي

ممتنة لحضورك
كل التقدير
,
,
,
,
صديقتي ريم بنت عبدالله

منوّر بأهله عزيزتي :)
سعيدة جداً بمتابعتكِ لحرفي
ممتنة لحضوركِ
مودتي
.
.